“حتى برغم وجود الكثير من العوائق في حياتي، أغلبها بسبب مرض الشيخوخة المبكرة، لم أرد أن يشعر الناس بشعور سئ تجاهي، لم أفكر في هذه العوائق أغلب الوقت وأنا قادر على التغلب على معظمها بأي حال.”
— سام بيرنز، أحد المصابين بمرض الشيخوخة المبكرة.
يُسمى بالبروجيريا أو Hutchinson-Gilford progeria syndrome، وهي حالة نادرة جدًا تصيب واحدًا من كل 4 مليون طفل حول العالم، وتم وصفها لأول مرة عام 1886.
يُعد من أكثر الطفرات الجينية ندرة، يولد الطفل في البداية بمظهر طبيعي ثم تبدأ الأعراض في الظهور تدريجيًا. ينتج المرض من طفرة تؤثر على شكل خلايا الجسم وبالتالي لا تقوم الخلايا بوظائفها بشكل طبيعي.
يكمن سبب الإصابة بمرض البروجيريا في طفرة جينية تحدث في أحد الجينات يُسمى لامين (Lamin A)، وهو جين مسئول عن تماسك وتنظيم شكل الخلية عن طريق إنتاج بروتين محدد، وفي هذه الحالة يتم إنتاج بروتين آخر يُدعى بروجيرين (Progerin) مما يجعل شكل الخلية غير مستقر ولا تقوم بوظائفها الطبيعية.
تبدأ أعراض البروجيريا في الظهور عادة خلال أول عامين من حياة الطفل. تشمل الأعراض الأساسية:
وجه مميز: يتميز الأطفال المصابون بالبروجيريا بوجه صغير وفك ضيق وعينين بارزتين.
يتم تشخيص البروجيريا عادةً بناءً على الأعراض الجسدية المميزة واختبارات الدم للتحقق من وجود الطفرة الجينية في جين لامين A. يمكن للأطباء إجراء تحليل للحمض النووي لتأكيد التشخيص.
لا يوجد علاج نهائي للبروجيريا حتى الآن، ولكن يمكن التحكم في الأعراض وتحسين جودة حياة المصابين من خلال:
التغذية الجيدة: لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية للنمو والصحة.
يبذل العلماء جهودًا كبيرة لفهم أسباب البروجيريا وتطوير علاجات جديدة. تشمل الأبحاث الحالية:
العلاج الجيني: يعد هذا المجال واعدًا حيث يهدف إلى تصحيح الطفرات الجينية مباشرة في الحمض النووي.
يمكن أن تكون الحياة مع البروجيريا تحديًا كبيرًا، لكن الدعم العاطفي والاجتماعي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا. هناك العديد من المؤسسات والمنظمات التي توفر الدعم للعائلات والمصابين بالبروجيريا، من بينها:
المجموعات الداعمة عبر الإنترنت: توفر منتديات ومنصات تواصل للعائلات لمشاركة تجاربهم والحصول على الدعم النفسي.
رغم التحديات الصحية، ينجح العديد من الأطفال المصابين بالبروجيريا في تحقيق إنجازات كبيرة في حياتهم. مثل سام بيرنز الذي ألهم الكثيرين بشجاعته وتفاؤله.
مرض الشيخوخة المبكرة هو واحد من الأمراض النادرة التي تتطلب الكثير من الاهتمام والرعاية. من خلال زيادة الوعي والدعم المستمر، يمكننا تحسين جودة حياة المصابين والمساهمة في الأبحاث التي تهدف إلى إيجاد علاجات فعّالة.