متلازمة توريت: الأسباب، الأعراض، والعلاج

إذا قابلت أحد الأشخاص ولبث يكرر بعض جملك أو كلماتك، قد لا يكون الأمر بإرادته. قد يكون هذا الشخص من المصابين بمتلازمة توريت، وهي اضطراب عصبي يؤثر على الطريقة التي يتفاعل بها المصابون مع العالم من حولهم. قد يشعر بعض الأشخاص بالحرج أو يتعرضون لمواقف غير مريحة نتيجة تكرارهم لحركات أو كلمات دون إرادتهم.

متلازمة توريت

نبذة عن متلازمة توريت

تعتبر متلازمة توريت واحدة من أكثر الاضطرابات العصبية شهرة، حيث أثبتت الدراسات أن 1 من كل 162 طفل مصاب بهذه المتلازمة. تتميز المتلازمة بتكرار تشنجات حركية أو صوتية غير إرادية، تُعرف بالتكرارات (Tics)، التي تبدأ عادة في مرحلة الطفولة وتستمر لفترة غير محددة.

على الرغم من أن متلازمة توريت يمكن أن تكون مقلقة ومحرجة، إلا أن الأعراض غالبًا ما تكون معتدلة لدى معظم المصابين، وقد تتلاشى مع مرور الوقت.

أسباب متلازمة توريت

أسباب الإصابة بمتلازمة توريت غير واضحة بشكل كامل حتى الآن، ولكن هناك عدة عوامل قد تسهم في الإصابة، منها:

  1. الجينات الوراثية:
    يُعتقد أن الجينات تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة بمتلازمة توريت. إذا كان أحد الوالدين مصابًا، فإن خطر انتقال المتلازمة إلى الأطفال يزيد.
  2. العوامل البيئية:
    يمكن أن تؤثر البيئة المحيطة، مثل العدوى أثناء الحمل أو التعرض لمواد كيميائية معينة، على تطور المتلازمة.

المواد الكيميائية في الدماغ:
يعتقد الباحثون أن خللًا في توازن النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين قد يكون له دور في ظهور أعراض متلازمة توريت. هذه المواد الكيميائية تلعب دورًا مهمًا في تنظيم الإشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ.

أشهر الأعراض

تظهر الأعراض عادة في سن مبكرة، وتتنوع بين تشنجات حركية وصوتية. يمكن أن تشمل الأعراض:

  1. التشنجات الحركية:
    • رمش العينين بسرعة.
    • حركة لا إرادية في الوجه، مثل التشنجات في الفم أو الأنف.
    • حركات غير طبيعية في الأطراف، مثل هز الكتفين أو النقر بالأصابع.
  2. التكرارات الصوتية:
    • إصدار أصوات غير متوقعة مثل الصفير أو النحنحة.
    • تكرار كلمات أو عبارات بشكل غير مقصود.
    • في بعض الحالات النادرة، قد يتضمن ذلك استخدام كلمات بذيئة أو غير لائقة، على الرغم من أن هذا العرض نادر نسبيًا.
  3. أعراض مصاحبة:
    بالإضافة إلى العُرّات، قد يعاني بعض المصابين من مشاكل أخرى مثل القلق، اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، أو اضطرابات الوسواس القهري (OCD).

.

كيفية تشخيص متلازمة توريت

يتم تشخيص متلازمة توريت بناءً على مجموعة من المعايير الطبية. لا يوجد اختبار محدد للتشخيص، ولكن الطبيب يعتمد على تاريخ المريض والأعراض. لتشخيص المتلازمة، يجب:

  • وجود تشنجات حركية وصوتية لأكثر من عام.
  • ظهور الأعراض قبل سن 18 عامًا.
  • التأكد من أن الأعراض ليست ناتجة عن حالة طبية أخرى أو تأثيرات جانبية للأدوية.

في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات إضافية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو الاختبارات العصبية لاستبعاد أسباب أخرى.

طرق العلاج

على الرغم من أنه لا يوجد علاج شافٍ لمتلازمة توريت، إلا أن هناك عدة خيارات تساعد في تخفيف الأعراض. يعتمد العلاج على شدة الأعراض وتأثيرها على الحياة اليومية للمريض.

  1. العلاج الدوائي:

    • الأدوية المضادة للذهان: مثل الريسبيريدون (Risperidone) والأريبيبرازول (Aripiprazole)، والتي يمكن أن تساعد في تقليل التشنجات.
    • الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب: قد تكون مفيدة إذا كان المريض يعاني من اضطرابات نفسية مصاحبة.
    • الأدوية المساعدة على التحكم في النواقل العصبية: مثل الكلونيدين (Clonidine) والغوانفاسين (Guanfacine) التي تساعد في تنظيم الإشارات العصبية في الدماغ.
  2. العلاج السلوكي:

    • التدريب على عكس التكرارات: يساعد هذا النوع من العلاج المصابين على تعلم تقنيات للتحكم في العُرّات.
    • العلاج السلوكي الإدراكي (CBT): يركز على معالجة الأفكار والسلوكيات المرتبطة بالقلق والضغوط التي قد تزيد من حدة الأعراض.
  3. الدعم النفسي والاجتماعي:

    • الدعم العائلي: من المهم أن يحصل المصابون على دعم من العائلة والأصدقاء لفهم الحالة والتعامل معها بفعالية.

التعليم المجتمعي: زيادة الوعي في المجتمع حول متلازمة توريت يمكن أن يساعد في تقليل التمييز والتعامل مع المصابين بشكل أفضل.

التعايش مع متلازمة توريت

يمكن أن يكون التعايش مع متلازمة توريت تحديًا، ولكن مع الدعم المناسب والتكيف مع الحالة، يمكن للمصابين أن يعيشوا حياة طبيعية. من المهم أن يتلقى المصابون وأسرهم الإرشاد النفسي والاجتماعي المناسب لفهم كيفية التعامل مع الأعراض والتخفيف من آثارها.

  • الدعم النفسي: يمكن أن يساعد الاستشارة النفسية في التعامل مع التوتر والضغوط المرتبطة بالحالة.
  • الدعم المدرسي: بالنسبة للأطفال، من المهم أن يكون هناك تعاون بين المدرسة والأسرة لضمان توفير بيئة تعليمية داعمة.
متلازمة توريت

قصص نجاح

صرحت المغنية بيلي ايليش أنها تعاني من متلازمة توريت منذ أن كان عمرها 11 عامًا، وأنها كانت بمثابة تحديًا كبيرًا لها ورغم ذلك استطاعت أن تبهر العالم بصوتها وموسيقاها وتحاول توعية العالم أن هذه الحالة ليست عائق للكثير ويمكن أن تكون إلهامنًا للنجاح.