ما لا تعرفه عن الثعلبة

من الطبيعي أن يفقد كل شعر عدد محدد من الشعيرات يوميًا (ما بين 50 إلى 100 شعرة) وفي المقابل ينمو عدد آخر، ولكن في بعض الحالات لا ينمو الشعر مرة أخرى ويتساقط الشعر في صورة بقع مع بعض الأعراض الأخرى فيما يُسمى بالثعلبة. إذا كنت تعاني من هذا المرض أو كنت على صلة بأحد الأشخاص يعاني من هذه المشكلة، أعرف المزيد عنها في هذا المقال.

الثعلبة

لمحة عن مرض الثعلبة

هو مرض مناعي، يهاجم فيه جهازك المناعي بصيلات الشعر مما يؤدي إلى فقدانه في صورة دوائر أو بقع وقد يتطور الأمر إلى فقدان كافة الشعر. في الحالة الطبيعية يهاجم جهازك المناعي الأجسام الغريبة مثل البكتيريا والفيروسات المسببة للمرض التي من الممكن أن تسبب الأمراض.

ما أسباب الثعلبة؟

يُعد السبب الرئيسي وراء الثعلبة هو مهاجمة الجهاز المناعي لبصيلات الشعر، وهي الجزء المسؤول عن تغذية وتثبيت الشعر. هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى حدوث هذه الحالة:

  1. التاريخ الوراثي: إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من الثعلبة، فإن فرصة الإصابة بها تكون أعلى بسبب العوامل الجينية المرتبطة بالمرض.
  2. الحالات الصحية الأخرى: بعض الأمراض تزيد من احتمالية الإصابة بالثعلبة، مثل البهاق، متلازمة داون، والتهابات الغدة الدرقية. هذه الحالات الصحية ترتبط باضطرابات في الجهاز المناعي، مما يجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالثعلبة.
  3.  العوامل البيئية والنفسية: يعتقد بعض الخبراء أن التوتر والضغط النفسي يمكن أن يكونا محفزين لتطور الثعلبة، على الرغم من أن هذا الرابط لم يُثبت بشكل قاطع. كما قد تساهم العوامل البيئية مثل التعرض لبعض المواد الكيميائية في تحفيز الحالة.

أشهر أنواع الثعلبة

تختلف أنواع الثعلبة حسب شدة المرض ومناطق الجسم التي تصيبها. إليك أبرز الأنواع:

  1. الثعلبة البقعية: وهو النوع الأكثر شيوعاً، حيث يتسبب في ظهور بقع دائرية صغيرة خالية من الشعر على فروة الرأس أو الجسم. هذه البقع قد تتطور أو تتوسع بمرور الوقت، لكنها قد تظل محدودة في بعض الحالات.
  2. الثعلبة الكلية: في هذه الحالة، يفقد الشخص كل الشعر من فروة الرأس بالكامل. يُعتبر هذا النوع أكثر حدة ويؤثر بشكل كبير على مظهر الشخص وثقته بنفسه.
  3. الثعلبة الشاملة: وهو النوع الأكثر شدة، حيث يؤدي إلى فقدان الشعر من جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الحواجب والرموش. يمكن أن يسبب هذا النوع تحديات نفسية وجسدية كبيرة للمريض.

تشخيص الثعلبة

عادةً ما يقوم أطباء الجلدية بتشخيص الثعلبة من خلال الفحص السريري والتاريخ الطبي للمريض. قد يتم إجراء اختبارات إضافية مثل فحص الدم للتأكد من عدم وجود اضطرابات مناعية أخرى. في بعض الحالات، قد يتم أخذ عينة صغيرة من الجلد (خزعة) لفحصها تحت المجهر للتحقق من وجود أي تغييرات في بصيلات الشعر.

خيارات العلاج

لا يوجد علاج نهائي للثعلبة، ولكن هناك عدة خيارات علاجية يمكن أن تساعد في تحفيز نمو الشعر وتقليل الالتهاب:

  1. العلاجات الموضعية:
    • الكورتيكوستيرويدات: تُستخدم كريمات أو مراهم تحتوي على الكورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب في المناطق المصابة وتحفيز نمو الشعر.
    • المينوكسيديل: هذا الدواء الشائع يستخدم موضعياً لتحفيز نمو الشعر، خاصة في حالات الثعلبة البقعية.
  2. العلاجات الفموية:
    • العقاقير المثبطة للمناعة: مثل السيكلوسبورين أو الميثوتريكسات، تُستخدم في الحالات الشديدة من الثعلبة.
  3. العلاج الضوئي:
    • العلاج بالضوء (UV): يُستخدم في بعض الحالات لتحفيز بصيلات الشعر على النمو من جديد.
  4. العلاجات البديلة:
    • بعض المرضى يلجأون إلى العلاجات البديلة مثل الوخز بالإبر أو العلاج بالزيوت الطبيعية، ولكن فعالية هذه العلاجات لم تثبت علمياً بشكل كافٍ.

النصائح للمرضى

إدارة الثعلبة يتطلب نهجًا شاملاً يشمل العناية بالصحة العامة والتعامل مع الجوانب النفسية. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:

  • تغذية صحية: تأكد من تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن الأساسية التي تدعم صحة الشعر، مثل البيوتين والحديد والزنك.
  • إدارة التوتر: حاول تقليل التوتر في حياتك من خلال ممارسة الرياضة، التأمل، أو أي نشاط يساعدك على الاسترخاء.
  • الدعم النفسي: إذا كان فقدان الشعر يؤثر على نفسيتك، فكر في التواصل مع مستشار نفسي أو الانضمام إلى مجموعات دعم للتحدث مع أشخاص يمرون بتجربة مشابهة.
  • حماية فروة الرأس: إذا كنت تعاني من الثعلبة الكلية أو الشاملة، احرص على حماية فروة رأسك من الشمس باستخدام واقي الشمس أو قبعة.

الثعلبة قد تكون تجربة صعبة على الصعيدين الجسدي والنفسي، ولكن من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن للأفراد التعايش مع هذه الحالة بشكل أفضل. لا تتردد في استشارة طبيبك للحصول على المشورة حول أفضل خيارات العلاج المتاحة لحالتك الخاصة.